- وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنصار: من وصايا الرسولمر العباس -رضي الله عنه- بقوم من الأنصار يبكون حين اشتد برسول الله وجعه, فقال لهم: (ما يبكيكم؟) قالوا: ذكرنا مجلسنا من رسول الله. فدخل العباس عليه فأخبره، فعُصِّب بعصابة دسماء[1] أو قال: بحاشية برد، وخرج وصعد المنبر -ولم يصعد بعد ذلك اليوم- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي[2] وعيبتي[3], وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"[4]. وفي الحديث شدة محبة الأنصار لرسول الله، وبكاؤهم لمرضه وحرمانهم من مجلسه[5].
2- إخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد:
لقد ازدادت شدة المرض على رسول الله، بحيث كان يغمى عليه في اليوم الواحد مرات عديدة، ومع ذلك كله أحبَّ -عليه الصلاة والسلام- أن يفارق الدنيا وهو مطمئن على أمته أن تضل من بعده, فأراد أن يكتب لهم كتابًا مفصلًا ليجتمعوا عليه ولا يتنازعوا, فلما اختلفوا عنده، عدل عن كتابة ذلك الكتاب وأوصاهم بأمور ثلاثة, ذكر الراوي منها اثنين:
- "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب".
- "وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به"[6].
3- النهي عن اتخاذ قبره مسجدًا:
كان من آخر ما تكلم به رسول الله قوله: "قاتل الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب"[7].
4- إحسان الظن بالله:
قال جابر رضي الله عنه: سمعت رسول الله يقول قبل موته بثلاث: "أحسنوا الظن بالله عز وجل"[8].
5- الوصية بالصلاة وما ملكت أيمانكم:
قال أنس رضي الله عنه: كانت وصية رسول الله حين حضره الموت: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" حتى جعل يغرغر بها في صدره، ولا يفيض بها لسانه[9].
6- لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا:
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كشف رسول الله الستر, ورسول الله معصوب في مرضه الذي مات فيه، فقال: "اللهم بلغت" ثلاث مرات، "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا، يراها العبد الصالح أو تُرى له, ألا وإني قد نُهيت عن القراءة في الركوع والسجود، فإذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فاجتهدوا في الدعاء, فإنه قمن[10] أن يُستجاب لكم"[11].
المصادر:
[1] بعصابة دسماء: أي سوداء
[2] كرشي وعيبتي: أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة لذلك.
[3] العيبة: ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده.
[4] البخاري: كتاب مناقب الأنصار، رقم 3799.
[5] انظر: مرض النبي ووفاته، ص65.
[6] البخاري: كتاب الجهاد والسير، رقم 3035.
[7] انظر: صحيح السيرة النبوية ص712، البخاري: كتاب الصلاة رقم 435.
[8] مسلم: كتاب الوصية, رقم 1637.
[9] سنن ابن ماجه: كتاب الوصايا (2/900، 901) رقم 2697.
[10] قمن: أي جدير وحقيق.
[11] مسلم (1/348) كتاب الصلاة رقم 207.
الكاتب: د. علي الصلابي
المصدر: كتاب (السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث) للدكتور علي الصلابي